جزيرة الأشجار المفقودة -ألف شفق - مراجعة

رواية "جزيرة الأشجار المفقودة" لألف شفق تأخذنا في رحلة فلسفية عميقة، حيث تتشابك الطبيعة مع الهوية والذاكرة. شجرة التين في الرواية، التي زرعها كوستاس في حديقة منزله، ليست مجرد كائن حي، بل شاهدة على الحب والصراع والفقد، وكأنها مرآة لعذابات دِفني وكوستاس، وآمالهما المحطمة.
ما لامسني في الرواية هو كيف أن الطبيعة ليست صامتة؛ إنها تعيش، تشهد، وتتحدث لنا بلغتها الخاصة. اقتباس علّق في ذهني: "الشجر لا ينسى، جذوره تحفظ ما لا تستطيع الكلمات أن تعبر عنه." هذه العبارة تحمل فلسفة عميقة حول العلاقة بين الذاكرة والهوية، وكيف أن الماضي يمكن أن يشكلنا، ولكنه إذا لم يُعالج ويُفهم، قد يصبح عبئًا يثقل أرواحنا.
ألف شفق، كما في أعمالها السابقة مثل "قواعد العشق الأربعون"، تضع الإنسان في مواجهة ذاته، حيث تتشابك العلاقات والمعاني في رواية مشبعة بالتأمل. قصص الشخصيات، وخاصة قصة أدا ابنة كوستاس ودِفني، هي في جوهرها تأملات في الحب والخسارة والهوية، حيث تتداخل الحدود بين الماضي والحاضر، وبين الإنسان والطبيعة.
في النهاية، "جزيرة الأشجار المفقودة" ليست مجرد رواية، بل هي تأمل في الحياة، في الذاكرة، وفي الطبيعة التي تحيط بنا كرفيق صامت، يحمل في طياته أسرار الماضي وآمال المستقبل.
https://www.goodreads.com/review/show/6203213507
https://www.goodreads.com/review/show/6203213507